الخوف من الله من العبادات التي تواترت النصوص الشرعية في الحث عليها ،
ولنقرأ مثلا قول الله تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عينان لا تمسهما النار يوم القيامة : عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) .
ولكي يكون الخوف خوفا إيجابيا ، من المفيد التذكير بالأمور التالية :
الأول :الخوف من الله عبادة قلبية ، ينبغي أن يظهر أثرها في الإقبال على الطاعات ، والحرص على القربات ، والمنافسة في الخيرات .
الثاني : قلب المؤمن يجتمع فيه أمرين متكاملين ، هما الخوف والرجاء .. فالرجاء عبادة ، وحسن الظن بالله عبادة .
فالخوف والرجاء كجناحي الطائر لا يستطيع الطيران إلا إذا اجتمعا ..
ولهذا لا تعارض بين الخوف من الله وبين أن ينطلق وجه الإنسان بالبشر والسعادة ، ويبيع ويشتري ، ويتنعم بفضل الله عليه ..
ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجده من أعظم الناس خوفا من الله ، ومع ذلك كان يضحك ويمازح أصحابه ويمارس حياته بتفاؤل وأنس .
الثالث : الخوف من الله يمكن أن يزاد رسوخا في القلب بعدة عوامل ، من أهمها :
1- تعظيم الله تعالى وتقديره حق قدره .
2- استحضار معية الله تعالى للإنسان ، كما قال تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم )
3- تذكر عذاب القبر وضيقه ، و النار وجحيمها .
4- قراءة القرآن بتدبر وحضور قلب .
5- مخالطة الصالحين الذين يذكرون الإنسان بالطاعة ويعينونه على الخير .
6- تذكر الموت .. واستحضار هوان الدنيا ونعيمها الزائل .
الرابع : الخوف السلبي الذي يملأ القلب قلقا واضطرابا ، ويجعل المرء متشائما .. يعد خوفا مذموما ينبغي التخلص
منه . . وإذا زاد هذا النوع من الخوف عن حده أقعد الإنسان وأصابه بالهلع والمرض ، وشل من حركته وانطلاقه ..
وهــو بابٌ من أبواب الشيطان يُضــعِـــفُ مــن إرادة الإنسان ويوهمه بما يضره ويخرج به من دائرة ( الخوف الإيجابي )
اللهم إنا نسألك الهدى .. والتقى .. والعفاف .. والغنى .
*