عدد الرسائل : 776 العمر : 33 المزاج : مصطهج تاريخ التسجيل : 24/01/2009
موضوع: التو كل على الله الإثنين يناير 26, 2009 2:26 pm
التو كل على الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليمًا كثيرًا
أيها المسلمون، أسعد الخلق أعظمهم عبودية لله, وكل ما كان العبد أذل لله وأعظم افتقاراً إليه كان أقرب إليه وأعظم قدراً عنده وعند خلقه، والعبد عاجزٌ عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره، محتاجٌ إلى الاستعانة بخالقه، والله سبحانه هو الصمد الغني عما سواه, وكل ما سواه فقيرٌ إليه. وذنوب العباد كثيرة ولا نجاة لهم منها إلا بمعونة الله وعفوه، وكثير من الكبائر القلبية من الرياء والكفر والحسد وترك التوكل قد يقع فيها المرء وهو لا يشعر بها، وقد يتورع عن بعض الصغائر الظاهرة وهو في غفلة عن هذه العظائم.
عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال:
"رواه الترمزى"
فالتوكل الحقيقى هو التوكل على الله عز وجل بحيث يأخذ الإنسان بالأسباب ويباشر عمله فى الحياة واثقاً بأن الله سبحانه وتعالى هو الذى يأتى بالخير ويدفع الشر.
والتوكل على الله يحقق لصاحبه الخير والرزق ويكون الله للمتوكل عوناً وسنداً فى كل أموره ويكفيه ما يهمه. يقول الله تعالى :
( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ ) (صدق الله العظيم)
سورة الطلاق الآيه:3
كما يحقق التوكل للمؤمن قوة روحية وعزة نفسية فلا يضغف ولا يُذِل نفسه لبشر لأنه معتمد على خالق القوى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك))
رواه الترمذي.
ويحقق التوكل على الله فى داخل الإنسان الأمن النفسى والرضا فلا يتألم ولا يتضرر إن فاته خير أو نزل به ضرر بل يأخذ بالأسباب ويعتمد على خالقه راضياً بقضائه واثقاً أن ما أراده الله هو الخير فلا يؤرقه أمل ضاع ولا رزق فات فيعيش فى قناعة ورضا وأمان نفسى. وليس من التوكل إهمال العمل فليس هذا توكلاً بل هو تواكل .
فعندما سأل الأعرابى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ناقته قائلاً:
"أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل" قال له الرسول(ص): "أعقلها وتوكل"
رواه الترمزى
وعندما لقى عمر بن الخطاب رضى الله عنه اناساً لا يعملون وسألهم من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون. قال: بل أنتم المتواكلون. إنما المتوكل الذى يلقى الحبة فى الأرض ويتوكل على الله. ثم قال: إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.
*أخى المسلم أختى المسلمة....
توكلوا على الله فى كل أمور حياتكم مع العمل والأخذ بالأسباب......